الى الشهيد.

الثلاثاء، ١٨ أغسطس ٢٠٠٩ بواسطة كريم
عبد المنعم رياض
في ذكرى رئيس الأركان المصري، الذي استشهد على جبهة القتال في السويس
لو يُقتَلو َ ن مثلما ُقتلتْ..
لو يعرفو َ ن أن يموتوا.. مثلما فعلتْ
لو مدمنو الكلامِ في بلادنا
قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ
لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ
قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ..
واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ
لم يسقطِ المسيحُ مذبوحًا على ترابِ الناصرهْ
ولا استُبيحتْ تغلبٌ
وانكسرَ المناذرهْ...
لو قرأوا - يا سيّدي القائدَ - ما كتبتْ
لكنَّ من عرفتهمْ..
ظّلوا على الحالِ الذي عرفتْ..
يدخّنون، يسكرو َ ن، يقتلو َ ن الوقتْ
ويطعمو َ ن الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ
وبعضهمْ.. يغوصُ في وحولهِ..
وبعضهمْ..
يغصُّ في بترولهِ..
وبعضهمْ..
قد أغلقَ البابَ على حريمهِ..
ومنتهى نضالهِ..
قباني 2 نزار روائع الصفحة 72 موقع اوراق ادبية
جاريةٌ في التختْ..
يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ
الخطوُة الأولى إلى تحريرنا..
أنتَ بها بدأتْ..
يا أيّها الغارقُ في دمائهِ
جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ
جميعهم قد هُزموا..
ووحدكَ انتصرتْ
غرناطة
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في جحريهما
تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ ساءلتها
قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
قباني 2 نزار روائع الصفحة 73 موقع اوراق ادبية
في تينك العينين.. بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة
وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيدة سمراء من أحفادي
وجه دمشقي رأيت خلاله
أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم وحجرة
كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة رصعت بنجومها
والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
في شعرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختزنًا شموس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها
قباني 2 نزار روائع الصفحة 74 موقع اوراق ادبية
في الفل، في الريحان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها
مثل الشموع بليلة الميلاد..
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ كوم رماد
الزخرفات.. أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها؟ ومسحت جرحًا نازفًا
ومسحت جرحًا ثانيًا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهم أجدادي
قباني 2 نزار روائع الصفحة 75 موقع اوراق ادبية
عانقت فيها عندما ودعتها
رج ً لا يسمى "طارق بن زياد"
قباني 2 نزار روائع الصفحة 76 موقع اوراق ادبية
قارئة الفنجان
جََلسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّ ُ ل فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فا ُ لحبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيدًا
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبٌة
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيرًا يا ولدي..
وتموتُ كثيرًا يا ولدي
وستعشقُ ُ كلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأٌة
عيناها، سبحا َ ن المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى و ورود
لكنَّ سماءكَ ممطرٌة..
قباني 2 نزار روائع الصفحة 77 موقع اوراق ادبية
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبُة قلبكَ.. يا ولدي
نائمٌة في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرُة قلبكَ نائمٌة..
من يدخُ ُ ل حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاو َ ل فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيرًا
لكنّي.. لم أقرأ أبدًا
فنجانًا يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبدًا يا ولدي..
أحزانًا تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبدًا
في ا ُ لحبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيدًا كالأصداف
وتظلَّ حزينًا كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبدًا..
قباني 2 نزار روائع الصفحة 78 موقع اوراق ادبية
في بحرِ ا ُ لحبِّ بغيرِ ُقلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..
القدس
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى مّلني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا ُقدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارَة الشرائع
يا طفلًة جميلًة محروقَة الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينَة البتول
يا واحًة ظليلًة مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارُة الشوارع
حزينةٌ مآذ ُ ن الجوامع
يا ُقدس، يا جميلًة تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحَة الآحاد..
قباني 2 نزار روائع الصفحة 79 موقع اوراق ادبية
من يحم ُ ل الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..
يا قدسُ، يا مدينَة الأحزان
يا دمعًة كبيرًة تجو ُ ل في الأجفان
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤَة الأديان
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينق ُ ذ الإنجيل؟
من ينق ُ ذ القرآن؟
من ينق ُ ذ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينق ُ ذ الإنسان؟
يا قدسُ.. يا مدينتي
يا قدسُ.. يا حبيبتي
غدًا.. غدًا.. سيزهر الليمون
وتفرحُ السناب ُ ل الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
إلى السقوفِ الطاهره
ويرجعُ الأطفا ُ ل يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
قرص الأسبرين
ليسَ هذا وطني الكبير
لا..
ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ..
والقابعُ مث َ ل نملةٍ في أسفلِ الخريطة..
هوَ الذي قا ّ ل لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا
بأنهُ موطننا الكبير.
لا..
ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتونًا..
ومن عشرينَ دكانًا..
ومن عشرينَ صرّافًا..
وحلاقًا..
وشرطيًا..
وطبّا ً لا.. وراقصًة..
يسمّى وطني الكبير..
لا..
ليسَ هذا الوطنُ السّاديُّ.. والفاشيُّ
والشحّا ُ ذ.. والنفطيُّ
والفنّا ُ ن.. والأميُّ
والثوريُّ.. والرجعيُّ
والصّوفيُّ.. والجنسيُّ
قباني 2 نزار روائع الصفحة 81 موقع اوراق ادبية
والشيطا ُ ن.. والنبيُّ
والفقيهُ، والحكيمُ، والإمام
هوَ الذي كا َ ن لنا في سالفِ الأيّام
حديقَة الأحلام..
لا...
ليسَ هذا الجسدُ المصلوبُ
فوقَ حائطِ الأحزانِ كالمسيح
لا...
ليسَ هذا الوطنُ الممسوخُ كالصرصار،
والضيّقُ كالضريح..
لا..
ليسَ هذا وطني الكبير
لا...
ليسَ هذا الأبلهُ المعاقُ.. والمرّقعُ الثيابِ،
والمجذوبُ، والمغلوبُ..
والمشغو ُ ل في النحوِ وفي الصرفِ..
وفي قراءةِ الفنجانِ والتبصيرِ..
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير
لا...
ليسَ هذا الوطنُ المنكَّسُ الأعلامِ..
والغارقُ في مستنقعِ الكلامِ،
والحافي على سطحٍ من الكبريتِ والقصدير
قباني 2 نزار روائع الصفحة 82 موقع اوراق ادبية
لا...
ليسَ هذا الرج ُ ل المنقو ُ ل في سيّارةِ الإسعافِ،
والمحفو ُ ظ في ثّلاجةِ الأمواتِ،
والمع ّ ط ُ ل الإحساسِ والضمير
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير
لا..
ليسَ هذا الرج ُ ل المقهورُ..
والمكسورُ..
والمذعورُ كالفأرةِ..
والباح ُ ث في زجاجةِ الكحولِ عن مصير
لا...
ليسَ هذا وطني الكبير..
يا وطني:
يا أيّها الضائعُ في الزمانِ والمكانِ،
والباح ُ ث في منازلِ العُربان..
عن سقفٍ، وعن سرير
لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبَة التزوير
فالوطنُ المن أجلهِ ماتَ صلاحُ الدين
يأكلهُ الجائعُ في سهولة
كعلبةِ السردين..
والوطنُ المن أجلهِ قد غنّت الخيو ُ ل في ح ّ طين
يبلعهُ الإنسا ُ ن في سهولةٍ..
كُقرص أسبرين!!..
قباني 2 نزار روائع الصفحة 83 موقع اوراق ادبية

قصيدة الحزن
علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ من ُ ذ عصور
لامرأةٍ تَجعََلني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مث َ ل العُصُفور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور
علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي
أسوَأ عادات
عّلمني أفتحُ فنجاني
في الليلةِ آلافَ المرّات
وأجرّبُ طبَّ الع ّ طارينَ..
وأطرقُ بابَ العرّافات
عّلمني.. أخرجُ من بيتي
لأمشِّط أرصفَة ال ُ طرقات
وأطاردَ وجهكِ..
قباني 2 نزار روائع الصفحة 84 موقع اوراق ادبية
في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات
وأطاردَ طيفكِ..
حتّى.. حتّى..
في أوراقِ الإعلانات
عّلمني حُبّكِ
كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات
بَحثًا عن شِعرٍ َ غجَريٍّ
تحسُدُهُ ُ كلُّ الغَجريّات
بحثًا عن وجهٍ.. عن صوتٍ..
هوَ ُ كلُّ الأوجهِ والأصوات
أدخلني حبُّكِ سيِّدتي
مُدُ َ ن الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل
مُدُ َ ن الأحزان..
لم أعرِف أبدًا أن الدمعَ هو الإنسان
أن الإنسا َ ن بلا حزنٍ..
ذكرى إنسان
عّلمني حبكِ..
أن أتصرَّفَ كالصّبيان
أن أرسمَ وجهك..
بالطبشورِ على الحيطان
قباني 2 نزار روائع الصفحة 85 موقع اوراق ادبية
وعلى أشرعةِ الصَّيادين
على الأجراسِ..
على الصُّلبان
عّلمني حبكِ..
كيف الحبُّ يغيّرُ خارطَة الأزمان
عّلمني.. أنِّي حينَ ُأحِبُّ
ت ُ كفُّ الأرضُ عن الدوران..
عّلمني حُبك أشياءً
ما كانت أبدًا في ا ُ لحسبان
فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان
وحلمتُ بأن تتزوجني
بنتُ السلطان
تلكَ العيناها.. أصفى من ماء ا ُ لخلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان
وحلمتُ بأني أخطُِفها
مث َ ل الُفرسان..
علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان
عّلمني.. كيفَ يمرُّ العُمر
ولا تأتي بنتُ السلطان..
عّلمني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ من ُ ذ عصور
قباني 2 نزار روائع الصفحة 86 موقع اوراق ادبية
لامرأةٍ تَجعََلني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مث َ ل العُصُفور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور
الدمشقية القصيدة
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسا َ ل منهُ عناقيدٌ.. وتفّاحُ
و لو فتحتُم شراييني بمديتكم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعُة القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلبي -إذا أحببتُ- جرّاحُ
مآذ ُ ن الشّامِ تبكي إذ تعانقني
و للمآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا..
وق ّ طُة البيتِ تغفو حي ُ ث ترتاحُ
قباني 2 نزار روائع الصفحة 87 موقع اوراق ادبية
طاحونُة البنِّ جزءٌ من طفولتنا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكا ُ ن "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لماحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها
حتّى أغازلها... والشعرُ مفتاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذرًا
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّاحُ؟
خمسو َ ن عامًا.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها..

أقات ُ ل القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّحَ نوّارٌ... وقدّاحُPrevious Page 1985/1/ بيروت في 8
تحت التسميات: | 0 تعليقات »

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يشجعنى على الاستمرار فلا تبخل.

اشترك ليصلك الجديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

اخر المواضيع


القرأن الكريم

TvQuran

���� ������'s Fan Box

غيبوبة جنون

بلغات اخرى

English French German Spain Italian Dutch

Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified
by : ghyboba

�����

Blog Archive

اخر التعليقات