الساعة الرابعة عصرا وأسفل شمس سيناء الحارقة وتحديدا مدينة رفح من أمام الحدود مباشرة حيث يقف الحاج سعيد
تاجر الأقم
الجزيرة وفن الرأي الواحد
شة يجادل ضابط أمن المعبر..الحاج سعيد: يا باشا عشان خاطري دقيقتين بس أدخل أعمل مكالمة لقرايبنا هنا في العريش أنا تليفوني فصل شحن.
الضابط: ما ينفعش يا حاج سعيد ده تليفون ميري للضباط وبس أي حد تاني لا.. يعني لا..
في زاوية أخرى من المعبر يصرخ مراسل قناة الجزيرة في وجه المصور طالبا منه أن يصوره وفي خلفيته ذاك الرجل الذي يستعطف الضابط -الحاج سعيد-.
المراسل: بسرعة يا إبراهيييييم هات لي الراجل ده في ضهري واعمل عليه فوكس في وسط الكلام يلااااااا
يبدأ البث ( ( (
المراسل: يبدو إذن أن مصر أم العرب قررت أن تتخلى طواعية عن أمومتها لأولادها تاركتهم لذئاب الصهاينة، فتمنع المساعدات عن غزة المنكوبة هنا، وتترك المرضى لحساب الملكين وسط الصحراء هناك، ومن الواضح إذن أنه لم ولن يزحزحها عن موقفها أي شيء حتى دموع ذاك العجوز المتهالك -زووم إن على صورة الحاج سعيد وهو يستعطف الضابط- الذي جلّ أحلامه أن يموت مستشهدا وسط أهله..
لك الله يا غزة
بجانب نفس المراسل مراسل آخر من قناة العربية مسترسل في تقريره كالتالي: في الوقت ذاته أكد موظفون ومسئولون في معبر رفح الحدودي مع مصر الاثنين 29-12-2008 أن عددا من الجرحى الفلسطينيين ذوي الحالات الخطرة في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة يدخلون إلى مصر، وأن مساعدات طبية وغذائية بدأت تتدفق إلى القطاع من مصر، وقال هؤلاء الموظفون إن "10 سيارات إسعاف فلسطينية تقل 20 جريحا تمكنت من الدخول إلى الجانب المصري من المعبر للعلاج في مشافٍ مصرية".
.........................
نشرة منتصف اليوم، قناة الجزيرة الفضائية، يجلس حازم يتابع في اهتمام صور المتظاهرين الجزائريين الغاضبين في أعقاب انتهاء مباراة المنتخب المصري مع نظيره الجزائري.. في القاهرة.
المذيع: وما زالت مظاهرات الغضب تجتاح العاصمة الجزائرية احتجاجا على القتلى والجرحى الذين لقوا حتفهم بقاهرة المعز فضلا عن أتوبيس المنتخب الجزائري الذي دمّره المشجعون المصريون عن بكرة أبيه وأصيب على إثر ذلك عدد من لاعبي المنتخب الجزائري.
الأزمة التي نشبت مؤخرا بين كل من مصر والجزائر، بسبب مباراة كرة قدم جعلت قطاعا عريضا من المصريين يؤمن إيمانا لا نزاع فيه أن قناة الجزيرة أصبحت مركزا لرصد كل مساوئ مصر دولة وشعبا ورموزا، فالكارثة تقع في قناة الجزيرة قبل أن تقع في مصر، والزلزال يهز قطر قبل أن يهز مصر، والقصد من وراء المبالغة هو توضيح مدى ترصّد هذه القناة لمساوئ البلد وعيوبه، كل ده تمام وحقها بس اللي مش من حقها إنها تلفق أخبار.. بس عشان تولعها نار.
شاب عشريني العمر مخاطبا صديقه الذي هاجم القناة وهاجم انحيازها وتلفيقها للأخبار: بلاش نظرية المؤامرة اللي إنت عايش فيها دي، الكلام اللي كنتم بتضحكوا بيه على عقولنا خلاص ما بقيناش ناكله دلوقتي، عشان الجزيرة بتكشف بلاوينا تبقى قناة عميلة، الفضائية اللي على حق ما تقولش للخبر الصح لأ.
حاول صديقه تمالك نفسه قبل أن يقول: الفضائية اللي على حق ما تقولش للخبر الصح لا.. ده لو كان صح، إنما الجزيرة بتخلق الخبر.. بتصنعه، بيطلع من عندها وبتتبني عليه ردود الأفعال، فبركة في فبركة، نظارتها ضعيفة أوي في أخبارنا الإيجابية لكن في سلبياتنا ما شاء الله نظرها عليها ستة على ستة، ولو اختفت السلبيات تخفي هي الإيجابيات.
عزيزي الـuser نعرف جيدا أنك ما بتاكلش من كلام المظاهرات البايت ده، وإنك شايف إن الجزيرة هي صوت الحق العالي في منطقة يخبو فيها صوت الحق، وأنها يد تعري الفساتين التي تدفن تحتها أطنان الفساد والظلم والقهر، وطالما المنطق هو حجتك فيما أقنعك فلتستعن به فالإجابة على هذه التساؤلات.. وخلي بالك الامتحان ده مالوش ملحق يعني تفكّر كويس قبل ما تجاوب..
- في الوقت الذي ملأت فيه القناة الدنيا حديثا عن أتوبيس المنتخب الجزائري الذي عذّبه المتظاهرون المصريون رميا بالطوب، وعن لاعبي المنتخب الجزائري الذين ملأت غرز الإصابات أجسادهم، وعن الـ51 إصابة من بين مشجعي الـl'algerie التي سجلها مطار وهران الدولي، هل ذكرت ولو حتى بيانا أو تنويها عن "مطاوي وسنج" كان يزين بها مشجعو الجزائر شوارع الخرطوم؟
- السؤال الثاني: علل -افطن يعني- ما الذي جعل قناة الجزيرة المفترض فيها الحياد التام تنفعل بشدة وتستنكر وصفنا لفيديو تعرض أتوبيس لاعبي الجزائر للضرب بالملفق؟
- من أين أتت القناة بالخبر الذي أكدت خلاله أن 3 ملاعب مصرية شهدت أعمال عنف بالغة استخدمت فيها المطاوي والأسلحة البيضاء، وهو الأمر الذي جعل الصحف القومية تكذّب وتنفي بخلاف المواقع الرياضية الأخرى؟ هل استخدام وصف "مطاوي وأسلحة بيضاء" تحديدا وفي هذا التوقيت سليم النية وبريء من أي توقيع أو تلفيق براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟
يمكن يكون الكلام اللي فات مش مُقنع كفاية وتراه أنت استمرارا لمسلسل نحن الفراعنة فمن أنتم؟ ونحن أبناء أمّ العرب فأبناء من أنتم؟، فلنعُد للمنطق من جديد، ولنفترض سويا أن الجزيرة هي فعلا صوت الحق في هذه المنطقة، وأنها لا يهمها أية حسابات أو تعقيدات في سبيل كشف كل قبيح، فلنحاول سويا استيعاب نقط غامضة يصعب فهمها..
- هل سمعت عمرك ولا مرة عن قناة الجزيرة وهي تنقل مظاهرة داخل قطر، أو تسمع صوت المعارضة هناك، أو تتحدث بأي شيء بالسلب عن الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، ولا عن القواعد العسكرية الأمريكية المعششة في القطر القطري، رغم تشدق القناة ذاتها بأنها قناة العرب الأولى وشقيقة العراق في الكفاح المسلح متباهية بعدد من ماتوا منها من مراسلين في العراق، وإذا كان سبب الهجوم الأساسي علينا كان سببه أزمة المعبر بصرف النظر عن هوية الدولة التي يوجد على أرضها هذا المعبر، فلماذا لا يطال الحديث سوريا أو الأردن أو لبنان حيث هناك نقاط حدودية مشتركة أم إن الجهاد الكلامي لهذه الدول يغني عن الجهاد الفعلي الذي يطلبونه منّا؟
كما سلف وقلنا الامتحان ده مالوش ملحق، فكّر وجاوب على طول من غير ما تتصل بـ 0900
هل أنت "جزيراوي" مؤمن بسياستها ومقتنع بأنها تدافع عن الحق مجردا؟
أم إنك ترفض الجزيرة وتعتبر أخبارها أكاذيب معلبة تسب فيها مصر باسم مستعار وهو النظام؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يشجعنى على الاستمرار فلا تبخل.