عندما خست مصر بفضل ريجيم أبو الغيط

الثلاثاء، ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩ بواسطة كريم
تصريحات ابو الغيط صينيفي العاشر من ديسمبر من الشهر الجاري أعلنت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن مصر بدأت بالفعل في بناء جدار فولاذي على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة يهدف إلى منع عمليات التهريب التي تتم عبر الأنفاق بعمق 18 متراً وعلى طول الحدود، ثم تناقلت باقي المواقع والقنوات الخبر في سرعة وبائية بينها وبين بعضها البعض، ثم أكدته الإدارة الأمريكية؛ بينما أصيب لسان الخارجية المصرية بالخرس الدبلوماسي، وهو الأمر الذي جعل من شكلنا من أسوأ ما يكون؛ بينما الوزير أحمد أبو الغيط يؤكد بعد الهنا بسنة بأن عمليات البناء تتم بالفعل.. صباح الخييير!!

لا أعرف لماذا نتفنن في جعل الأمور أصعب علينا؟ لا أعرف لماذا نتلذذ بتشويه صورتنا مستمتعين بالسكوت المخلوط بالبلاهة؟ نعم سيد أحمد أبو الغيط عنك وعن وزارتك أتحدث؛ فهلا أعطيتني الفرصة كي أفسح الطريق أمام جيوش من الغضب نحوك احتبستها في صدري منذ تعيينك في هذا المنصب؛ سؤال يتيم الأبوين أتوجه به إليك راجيا إجابة مقنعة ليس كإجاباتك الدبلوماسية المخزية: هل يجوز الصمت والسكوت عن قرار اتخذته مصر ببناء جدار بهذا الحجم وهذه الضخامة في وقت يمكن بسهوة بالأقمار الصناعية من الكشف عن ماركة الشرابات الدبلوماسية، هل السيد أبو الغيط ما زال في حاجة لستين عاما آخرين كي يتأكد أن ثقافة: أسقطنا 130 طائرة من طائرات العدو- والذي تبين فيما بعد أنه زورا وبهتانا.

عندما بدأت مصر في دق خوازيقها داخل رمال صحراء غزة المصرية وعلى عمق 8 أمتار كي تبني جدارا فولاذيا يهدف لحماية السيادة القومية المصرية على أراضيها -الرواية الرسمية- وقطع الطريق أمام الأنفاق، وبالتالي إمعان الحصار على غزة -الرواية الفلسطينية- وعندما انتقلت معدات الحفر الثقيلة على مرأى ومسمع من الجميع، التزمت الخارجية المصرية بالصمت -ولا نعرف حاجة- لا تأكيد ولا نفي، لا موافقة ولا رفض؛ وبينما جميع القنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية تحلف بأيمانات المسلمين وبالإنجيل والتوراة والبقرة الهندي وببوذا الصيني أن مصر تبني جدارا فولاذيا على الحدود، لم يعينك الله بأكثر من جملة يتيمة عقيمة بعد ما الدنيا خربت قائلا: من حق مصر حماية أراضيها.. وعليه أكد ما رفض تأكيده ونفيه في البداية؛ فأصبحنا كالطفل الذي -عملها على روحه- وعندما سألته أمه فانزوى في جانب الغرفة ويلتزم السكوت ثم الموافقة بعدما يضيق عليه الحصار.

أعرف أن أسئلتي بدأت تتكاثر سؤالا بعد الآخر ولكن -ولتحتملوني في ذاك السؤال الأخير- طالما أن تلك الحكومة اتخذت قراراً ببناء جدار على الحدود؛ هذه واحدة، ولن ننجح نحن -كشعب- في تغيير مشيئة الحكومة مهما فعلنا؛ هذه ثانية. إذن لماذا لا يتم بروزة هذه القرارت في سياج من المبررات المقنعة -ولو مظهريا- بدلا من تلك القصص الخائبة التي تزيد من قبح على قبحنا بفضل كلمات السيد أبو الغيط التي تشجع يوما بعد الآخر صعاليك المنطقة على التعملق بشتمنا والحصول على أدوار البطولة في فيلم المنطقة العربية الهابط؟ هل من مجيب؟

لن أدخل في جدال عقيم حول أحقية مصر في بناء جدار من هذا النوع أو أحقية حماس الأخوة بحماس في الاعتراض على بناء مصر لجدار تملكه على أرض تملكها؛ فأعتقد أن في الأمر ضغوطاً سياسية بالغة من أجل اتخاذ هذه الخطوة، وأعتقد أن الخطوة ذاتها كانت مطروحة من سنوات عدة وماطلت مصر في تنفيذها قدر المستطاع؛ ولكن لم تعد تتحمل الضغط وباتت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما بناء الجدار أو تدويل المعبر من خلال قوات دولية ومراقبين وهيصة هي في غنى عنها؛ فكان ما كان.

موقف سخيف؟ بالتأكيد موقف أسخف من السخافة؟ وعندما يكون الموقف سخيفا، وتعرف الدولة صاحبة هذا الموقف أنه سيدر عليها من الهجوم والشتيمة الكثير؛ هنا يتجلّى دور وزارة الخارجية في تجميل الصورة ووضع الرتوش التي تزيل منها أي تجاعيد سياسية أو مطبات دبلوماسية؛ ولكن الوزير وقع في حيص بيص، التزم الصمت فبدونا وكأننا على رأسنا بطحة ليس لدينا ما ندافع به عن أنفسنا؛ صحيح أن القول بأن الأرض أرضنا والجدار من حديد عزنا  كان أحد الحلول المطروحة، أو على أقل تقدير تصريح استباقي يمتص به الغضب الدولي؛ وذلك من خلال التأكيد على أن هذا الشريط الحدودي الفولاذي لمنع عمليات التهريب غير المشروعة من سلاح ومتفجرات.. إلخ، وأن ما كان يهرّب من مؤن وغذاء تحت الرمال سوف يعبر بشكل رسمي وعلني من خلال المعبر بعدما يخضع للفحص المطلوب، وتدعيم هذه التصريحات بالدعوة لعقد اتفاقية ثلاثية تنظم عبور المؤن بشكل دوري دون أن يقفل في وجهها المعبر مهما كانت الظروف.

كلمة أخيرة أود أن أمررها لإخوتنا الحمساوية في غزة، الأنفاق لم يكن يمر منها زبد وجبن ولبن أطفال فحسب؛ بل كان يمر منها سيارات فارهة مفككة وذهب وبترول وغيرها من سلع تباع بأضعاف الأسعار داخل غزة؛ المسألة كانت بيزنس كبير يتم تحت رعاية ومباركة طوال اللحى على الطرف الآخر من النفق؛ فبالله عليكم بلاش تلك النبرة بتاعة -الأطفال هيموتوا عشان لبن نيدو ما وصلش- بالتأكيد المسئولية الأخلاقية للشعب الغزاوي تقع على عاتقنا؛ ولكنها تقع على عاتقكم أيضا، تذكروا أنكم مؤسسة نظامية مسئولة عن حياة شعب وضعوا في اعتباركم في نفس الوقت الذي ستركبون فيه صواريخ الهاون كيف تركبون الأعمدة الكهربائية التي تنير الشوارع وتخلصون من السياسة التي تتعاملون بها مع مصر وعنوانها...

                                                          الجهاد علينا والأكل عليكوا
 

تحت التسميات: | 0 تعليقات »

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يشجعنى على الاستمرار فلا تبخل.

اشترك ليصلك الجديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

اخر المواضيع


القرأن الكريم

TvQuran

���� ������'s Fan Box

غيبوبة جنون

بلغات اخرى

English French German Spain Italian Dutch

Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified
by : ghyboba

�����

Blog Archive

اخر التعليقات