منتهى القرف

الثلاثاء، ٥ يناير ٢٠١٠ بواسطة كريم
حسناً لنعترف في البداية أننا شعب متذمر دائماً..؟!!
اتفقنا على النقطة الأولى؟!! أو حتى لم نتفق
لا يهم.
ننطلق إلى الثانية.. لنعترف أننا شعب سرعان ما يملّ الأشياء.. ابتداءً من أحدث موبايل والأحدث منه.. انتهاءً إلى أحدث صرعات الموضة.. هم يصنعون ويضحكون ونحن نستهلك ونضحك.. المهم الجميع يضحك ههنا.
نعم نحن شعب مملّ وملول للغاية.. يعني الواحد مننا قرفان كل شي..
المواطن العربي يخرج صباحاً من البيت وهو قرفان الوظيفة وقرفان نهاره يلعن يمنة ويسرة.. يلعن من يراهم في طريقه ومن لا يراهم، من يسمعوه ومن لا يسمعوه.. حتى يصل الى الوظيفة، وهناك يلتقي بالمدير وطبعا الشعور متبادل فالكل قرفان من بعضو..
يأتيني أحدهم وهو قرفان يتذمر من حذف أحدهم لمقاله في إحدى المنتديات ويتكلم بقرف قائلاً: (ما معنى أن يكون قلمك حراً عند السادة الحمقى؟).

في الحقيقة حل أكبر المشكلات الفلسفية والرياضية والطبية ومشكلات أمن الشبكات وغزو المشتري
وأسهل علي من شرح ذلك المعنى الهلامي في رأس هذا القرفان، وهو الذي سرق لباس العلماء وجاكيت المفكرين وجبة الأدباء وطاقية الماغوط ثم يخور بصوتٍ عال: أنا هنا..
آخر قرفان من زوجته يشبهها بـ(عجوز الشؤم) و(أم أربع وأربعين) ناسياً أنه استهلك جمالها وربيع شبابها.. ثم يهاتفني قائلاً: قرفانها يا زلمة..
المعلمين قرفانين من الطلاب والطلاب يبادلونهم الشعور ذاته، والتدريس بنظرهم صاير كلو قرف بقرف.. والعلامات بتقرف والدراسة بتقرف. والكل بدو (money) بدون ما يدرس..
وآخر مستشعر قرفان الناس كلهم ينعق بما لا يسمع فلا يُفهم أهو (شِعر) أم (شَعر)، ويتكلم من راس مناخيرو قائلاً: (نفسي واحد يسمعني وأنا بتنفّس بدون ما إحكي.. ويفهم شو عم قله)..!!! بتلك العقلية الفريدة يشعر هذا المستقرف بأن شعره المقرف سوف يعالج مشالكنا ويخفف حرّ القيظ.. والشعراء وأتباعهم الغاوون يفوق عددهم ما في السماء من نجوم.. (عالقافية).
التاجر قرفان من زبونه.. والمواطن قرفان الحكومة.. والرئيس قرفان الشعب.. والناس قرفانة بعض.. والشوفير قرفان من (نزلني عاليمين). والصبية قرفانة !! والأخ قرفان أخوه وعم يحاول جهده ليخلص منو.. ووسائل الإعلام عنا بتنشر شغلات بتقرف دائماً ولا شيء جديد تحت أبواق الحكومة.
حتى الشوارع قرفت من مشينا عليها، والكراسي قرفت من الجالسين عليها طول عمرهم، والمنتديات قرفت من الكتابات المنقولة وكائنات (الكوبي بيست)..
إحصائية حديثة نشرت تقول أن ثلاثة أرباع الشعب العربي قرفان حياته.. والربع الآخر في طريقه للقرف. وبالمحصلة الكل قرفان وزهقان والكل يسبح في خراء.. أقصد في فضاء..
قرأتم هذا القرف إلى هنا.. كفى الآن قوموا قرفنا كفاية يومنا هذا.. سؤال لا يخطر ببالي: ما الذي يقرفك أنت؟
لا يهم إنسى الموضوع..
تحت التسميات: | 0 تعليقات »

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يشجعنى على الاستمرار فلا تبخل.

اشترك ليصلك الجديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

اخر المواضيع


القرأن الكريم

TvQuran

���� ������'s Fan Box

غيبوبة جنون

بلغات اخرى

English French German Spain Italian Dutch

Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified
by : ghyboba

�����

Blog Archive

اخر التعليقات