
أقف أمام المرآة كل يوم كي أرى آثار العمر على وجهي و أختلس النظر بين فينة و أخرى كي أرسم على وجهي ابتسامة قد تمحي أحزاني.
أحزاني أجمعها و أتقاذفها مع نفسي أمام المرآة مع إشراقة كل يوم جديد.
الماء والضوء و المرآة
هل هو الماء مايعيدني للحياة كل يوم أم هي انطفاء الأضواء واختفاء المرآة من أمامي؟
أنظر إلى الساعة وألبس على عجل ، أنظر من النافذة آملا أن لا أرى تساقط الثلج فأنا أكره البرد وخصوصا الثلج …يشعرني عند ملامسته وجهي بقساوة الزمن.
أفتح الباب و انطلق مخترقا الجليد في كل مكان ، لم تشرق الشمس بعد ،لا أسمع سوى خطواتي المبعثرة فوق الجليد وأرى أضواء خافتة هنا وهناك، الكل يستعد للبدء في يوم جديد مثلي أنا يقفون أمام المرآة كي يروا بأنفسهم آثار الزمن على وجوههم ويحاولوا مسح آثار حزنهم بالماء أو بالهروب من أمام المرآة بحجة الإنطلاق لبدأ رحلتهم اليومية الجديدة نحو الجليد و البدأ برسم خطوط حزن جديدة على وجوههم.
جميعنا نبدأ رحلتنا اليومية بالوقوف أمام المرآة وهنا نقطة البداية ولكن..!!

الكثير منا ينظر إليها وكأنه يدعوها للتغير على الرغم من أنه متأكد أنها لن تتغير و أنها هي ذاتها طوال رحلة السنين بأحزانها و أفراحها، ينظر إليها ويقترب منها أكثر وكأنه على وشك تقبيلها ولكنه في النهاية يقف لثوان قليلة قبل أن يبدأ التركيز والنظر في وجهه وكأنه يراه لأول مرة، عجيب جميعنا نستمر كل يوم بنفس الروتين لا نمل أبدا من النظر في المرآة ، ولكني لا أتذكر كم هي تلك المرات القليلة التي نظرنا بها لأنفسنا في المرآة وابتسمنا، أنا لا أذكر.
نحن بالفعل نملك القدرة الكاملة للغوص و البحث داخل أنفسنا كما لم و لن يستطيع أحد آخر أداء هذه المهمة، ولكنا متخصصون في النظر إلى جانبنا التعيس و المظلم، الجانب الحزين منا، لا أستطيع أن ألوم هذا الجانب منا لأنه بالفعل مظلوم فهو لا يشكل إلا القلة القليلة مما بداخلنا و لكني أعود و أكرر أننا نبحث عن تعاستنا بأيدينا.
نبحث عنها من خلال المرايا التي نقف أمامها كل صباح، نبحث عن آثار العمر ولا ننسبها للزمان أبدا بل أننا ما كفأنا أن نعيد ونجرم جميع الأحداث الحزينة و اللحظات الصعبة في حياتنا وندعي بأنها هي السبب في ظهور هذه الندبات و الخطوط في أوجهنا.
هل جرب أحدنا أن لا ينظر إلى المرآة لمدة يوم كامل، لا نستطيع ..!! كيف يمكننا؟ كيف يمكن أن نذكر أنفسنا بأننا حزينين جدا ,اننا مظلومون وأن الزمان تهالك علينا بدون النظر إلى المرآة.
المرآة هي انعكاس لأحزاننا ، الأغلبية إن لم يكن الكل يبكي أمام المرآة ، هل رأيت أحد يضحك أمام المرآة؟
لماذا لو شاهدنا أحدهم يبكي أمام المرآة نواسيه بينما على العكس لو ضحك نعتناه بالجنون؟
لماذا لا نقف أمام المرآة كل يوم ونبتسم بكل شجاعة ,ونرى الوجه الجميل السعيد و نتذكر اللحظات السعيدة بدلا من التعيسة.
هل هو ذنبنا أم ذنب المرايا.




1 التعليقات:
لا طبعا المراية لانها مش كويسة
إرسال تعليق
تعليقك يشجعنى على الاستمرار فلا تبخل.