
ويبدو أن الدكتور نظيف انتظر حتي يحقق الرقم القياسي في تولي منصب رئيس الوزراء وبعدها يصدر كتاباً حول إنجازاته التي يتصور أنها تستحق التوثيق.. فالفترة التي قضاها الدكتور نظيف تجاوزت مدة الدكتور الجنزوري الذي استمر 4 سنوات فقط والدكتور عبيد الذي لم يكمل السنوات الخمس.
وفي الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء للمركز أصدر تعليماته بإعداد كتاب حول إنجازات الحكومة في 5 سنوات وهي سابقة لم يفعلها أي رئيس وزراء من قبل.
ومنذ أسبوعين أنهي الدكتور نظيف مراجعته للكتاب وكتب الافتتاحية وأمر بطبع ثلاثة آلاف نسخة لتوزيعها علي الإعلاميين ومراكز الأبحاث وغادر القاهرة متوجها إلي الإسكندرية.
تضمن الكتاب إنجازات وهمية ومغالطات كبيرة توهم القارئ بأن إنجازات الدكتور نظيف هي إنجازات غير مسبوقة.. الغريب أن رئيس الوزراء جعل من فترة توليه المنصب فترة فاصلة بين النجاح والفشل.. وبين الانتكاسة والانطلاقة.. فعل ذلك علي الرغم من أنه كان واحدا من المشاركين في الحكومة السابقة برئاسة الدكتور عاطف عبيد.
وتحت عنوان: «60 إنجازاً في 60 شهراً» أشار الدكتور نظيف في كتابه إلي تحقيق طفرات قياسية في الأداء وتضاعف الاستثمار الأجنبي المباشر ولم تتضمن أرقام الزيادة أي إشارة إلي أن جزءاً كبيراً من هذه الاستثمارات العام الماضي كان إما من بيع رخصة محمول أو تنفيذ صفقات بيع بالبورصة.
وتضمنت الإنجازات زيادة مخصصات الأجور إلي 79 مليار جنيه عام 2008/2009 مقابل 5.41 مليار عام 2004/2005، وتجاهل الدكتور نظيف أن زيادة الأجور هو تطور طبيعي في ظل التضخم، وتجاهل أيضا أن هذه الزيادة في رقم الأجور لا تتناسب اطلاقا مع معدلات التضخم.
وأشار كتاب الإنجازات إلي زيادة عدد السائحين من 6.8 مليون سائح في 2005 إلي 8.12 مليون في 2008 ولم يشر من قريب أو من بعيد إلي أن الحكومة السابقة هي التي وضعت خطة هذه الزيادة بزيادة الطاقة الفندقية.
نسب رئيس الوزراء لنفسه ولحكومته إصلاح الجهاز المصرفي رغم أن الدكتور عاطف عبيد هو الذي وضع أسس هذا الإصلاح وأصدر قانون البنك المركزي الجديد وحرر سعر الصرف وقام بوضع خطة عاجلة لجدولة المتعثرين وبدا ذلك منذ اختياره لفاروق العقدة ليكون محافظا للبنك المركزي.
تجاهل الدكتور نظيف الخطايا التي ارتكبتها حكومته في حق الشعب المصري والتي نتج عنها انتشار الفساد والرشوة وزيادة أعداد العاطلين،لم يتحدث كتاب نظيف عن أزمة المياه الملوثة في مصر والتي باتت تهدد بكارثة كان بدايتها تيفود البرادعة بالقليوبية، ولم يتضمن أي إشارة إلي سكان العشوائيات في محافظات مصر.
ولم يتطرق رئيس الوزراء إلي التراجع السياسي في عهده سواء بإلغاء الإشراف القضائي علي الانتخابات أو باستمرار قانون الطوارئ سيفا مسلطا علي رقاب الشعب.
إن الاسم الصحيح لكتاب نظيف يجب أن يكون: «60 جريمة في 60 شهراً وليس 60 إنجازاً في 60 شهراً».
وبعد طبع الكتاب وبدء توزيعه غادر الدكتور نظيف القاهرة متوجها إلي الإسكندرية حيث قضي هناك أسبوعين كاملين.. خطف خلالها إجازة تقترب من 10 أيام كاملة. لم يعمل نظيف سوي 5 أيام في الأسبوعين اجتمع خلالها مع وزير العمل الأردني ووزير الاستثمار ثم عقد اجتماعا للتأمين الصحي وآخر لإنفلونزا الخنازير ومقابلات مع بعض السفراء ثم اجتماعاً مع المجلس الأعلي للجامعات وافتتح تطوير استاد الإسكندرية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يشجعنى على الاستمرار فلا تبخل.