هذه فضيحة طبيعية جدا للرجل الذي وهب عمره وحياته للتفتيش في الكتب التراثية ليستخرج منها أكاذيب ثم يصف بها الرسول صلي الله عليه وسلم، هو وزوجاته والصحابة الكرام.

هذه طبيعة تناسبه تماما، فقد تخلي عن كل آيات الحياء، دفن ضميره في صندوق زبالة وراح يبث حقده الشخصي وألمه النفسي علي الإسلام ونبيه الكريم، لقد تعرض الإسلام طوال تاريخه إلي هجمات طاغية حاولت أن تقتلعه من جذوره، لكنها لم تصل أبدا إلي حد السفاهة التي يتعامل بها زكريا بطرس مع الإسلام ومع الرسول صلي الله عليه وسلم.

إنه يبدو كالديك الرومي المنفوش الممتلئ بالغرور والثقة المفرطة في النفس وهو يجلس أمام الكاميرات ليتحدث، رغم أن ما يقوله لا ينم إلا عن جاهل غارق في التبلد، للدرجة التي تجد وجهه كريها لا تقبله أكثر من دقائق، إنه يحاول أن يكون ودودا لكن سواد نفسه يفضحه في كل مرة.

الفضيحة التي أقصدها تحملها وثيقة كنسية صدرت في 11 ديسمبر 2002 حررها ووقعها الأنبا دانيال الذي وصف نفسه بأنه عبد وخادم الرب يسوع المسيح، وأنه بنعمة الرب أول أسقف لكرسي سيدني وتوابعها.

تقول الوثيقة الموجهة إلي الأنبا بيشوي نصا:صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس ورئيس دير العفيفة الشهيدة دميانة، نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي، صاحب النيافة نرجوك بنعمة رب المجد يسوع أن تزيح عنا زكريا بطرس فلقد تحمل الشعب منه ما لا يطاق، فقد اشتكي منه العديد من أفعاله التي لا تليق برجل الكهنوت.

أسباب الغضب علي زكريا بطرس كما يقول الأنبا دانيال:

أولا: في 10 مايو 1999 جاءني شكوي من فاتن عدلي خيري من شعب كنيسة القديس الأنبا إبرام ببرايتون تشكو فيها اعتداء القمص زكريا بطرس علي إبنها جورج يوسف اسكندر بأن وضع يديه بطريقة غير لائقة علي أعضاء الطفل الحساسة والضغط عليها، وهددت بأن تبلغ الشرطة الإسترالية، لولا أني قمت بتهدئتها حتي لا تكون فضيحة للكنيسة المصرية في الجرائد الإسترالية وهذا ما أشرت إليه في رسالة سابقة أرسلت لحضرتكم في الرسالة المرسلة لنيافتكم بتاريخ 14 مايو 1999.

ثانيا: في 28 فبراير 2001 أبلغني أحد المخلصين من شعب كنيسة القديس الأنبا إبرام بأن القمص زكريا بطرس أتي بفتاة من أصول أسيوية وقام بضيافتها في أحد الغرف الملحقة بالكنيسة، وأخبر الشعب بأنها فتاة من أندونسيا مسلمة تريد أن تكون مسيحية وقام أهلها بطردها وليس لها مأوي وستقوم الكنيسة باستضافتها إلي أن ندبر لها مسكناً، لكن بعد هذا اكتشفت أن الفتاة ليست مسلمة وليست من أندونسيا بل هي باغية من الفلبين، وأنها تقوم باصطحاب عشاقها إلي المسكن داخل الكنيسة بعلم القمص زكريا بطرس وأنه يأخذ مقابلاً منها علي ما تفعله، غير مبال بحرمة بيت الله ولا أي شيء.

ثالثا:فضائح أسرته التي تجلب لنا نحن الشعب القبطي الخزي والعار حيث قامت إبنته جوليت بإقامة نادي للعري وابنه بنيامين أصبح ملاحقا من الشرطة الإسترالية بسبب تورطه في تجارة المواد المخدرة، وإبنه بيتر الذي يدعو إلي معتقدات غير أرثوذكسية.

ويختم الأنبا دانيال رسالته الفاضحة والكاشفة بقوله:وهناك العديد من المشاكل التي أخبرتك بها عنه ولقد فوضت نيافتكم وصاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة التصرف واتخاذ القرار فيه، فلا أرغب في وجوده ولا حتي أي من شعب كنيسته.

الوثيقة كافية لا تحتاج إلي مزيد من الشرح، لكنها علي الأقل تفتح لنا بابا مهما ليس للتعامل مع زكريا بطرس وحده ولكن مع الكنيسة أيضا، وذلك من خلال الآتي:

أولا:شكك الكثيرون من متابعي زكريا بطرس أن حالة السعار الجنسي التي يتحدث بها القمص الملعون عن الإسلام وعن الرسول وعن زوجته تكشف عن أن هذا الرجل شاذ في سلوكه، وأنه ليس سويا بالمرة، وقد أشار الأنبا بيشوي نفسه أن زكريا كان رجلا مختلا نفسيا، وقد وصل به الأمر إلي ضرب أحد رعاياه بالشلوت فأحدث له عاهة مستديمة، الآن لا يوجد مجال للتشكيك، فالرجل شاذ وبوثيقة من الكنيسة، ولا نعتقد أن الأنبا دانيال يمكن أن يقتري علي زكريا بطرس، لأن الوثيقة لو كانت مفبركة لكشفها زكريا أما أنه وقد صمت عنها فإنها صحيحة.

ثانيا.الأمر الغريب هو أن الكنيسة صمتت كالعادة، اكتفت بالقول بأنها قبلت استقالته وأنها ليست مسئولة عنه، إن الوثيقة تقول إن زكريا بطرس ليس شاذا جنسيا فقط، ولكنه أيضا قواد، ومع ذلك فإن الكنيسة أدخلتها في أدراج الصمت والنسيان، ربما لأنها أرادت أن تبعد نفسها عن الفضائح، لكن من يستطيع أن يمنع فضيحة بهذا الحجم.

ثالثا:لا يهمني ما إن كان زكريا بطرس رجلا شاذا ومنحرفا وقوادا، فليذهب هو وأسرته إلي الجحيم، لكن علي الأقل كان عليه أن يلزم بيته وألا يتطاول بالباطل علي الرسول وزوجاته، إن السماء لا تفرط في